الإقتصاد، فإن ماركس ـ نبي استبدادنا ـ فكان يرى ـ
وكنا نرى معه ـ أن الإقتصاد هو الذي يصنع عظماء الرجال.
كان ماركس
يرى أن المجتمعات البشرية عبارة عن حظائر تنقلها من حالة إلى حالة مقادير الطعام
والشراب والفساد.
وبعد أن قامت
الثورة البلشفية أصبح الأدب والفن والشعور والقصص والمسرحيات كلها تدور مع دولاب
الآلة، وأصبح الكلام صناعة ونفاقا لأن أية كلمة تخرج عن خط الحزب ستدفن مع صاحبها
تحت التراب أو تحت سياط العذاب.
لقد عبر ريمون
أرون -أستاذ العلوم الإجتماعية في المدنية المعاصرة في كوليج دوفرانس عن هذه
الحقائق المرة التي تفننا في فرضها :( وخرافة الثورة إلتي يذهب الماركسيون إلى
أنها طوق النجاة للإنسانية من آلامها ليست الا خدعة كبيرة لا تعني سوى إضرام حرائق
الفتيل لدك الأسس الحضارية للمجتمعات وسفك الدماء البريئة، ليعقبها قيام نظام
دكتاتوري رهيب يفرض سيطرته بقوة الحديد والنار على جموع الشعب، وما يلازم ذلك من
تقييد الحريات وخنق الأفكار وإخماد التطلعات المشروعة نحو حياة أفضل ومستقبل أمثل)[1]
ويقول صديقنا
الذي تحول إلى عدو لدود لنا :( إن أية ثقافة أو فن لا يتفق مع آراء الحزب يعتبر
شكليا، ويدفن ويسخر منه ولا يستطيع أن يرى النور)[2]
لم يكن
للكاتب والمبدع في ظل الاستبداد الذي أنشأناه إلا ثلاثة خيارات: