ثم رويت لهم قوله a: (دبَّ إليكم داء الأمم: الحسد
والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده! لا
تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم؟
أفشوا السلام بينكم)[1]
ثم ذكرت لهم أن أفضل الأعمال الصالحة
السعي في الصلح بين المسلمين، ومما رويت لهم في ذلك قوله a: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة
والصدقة) قالوا: بلى يا رسول الله! قال: (إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي
الحالقة)[2]، أي: التي تحلق الدين.
ورويت لهم ما ورد من أحاديث في بيان
الأجر العظيم الذي يناله من يذب عن أعراض المسلمين، ويكذب الافتراءات التي تفترى
عليهم، ومنها قوله a: (من رد عن عرض أخيه رد الله عن
وجهه النار يوم القيامة)[3]
وقال a: (من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على
الله أن يعتقه من النار)[4]
ثم سئلت بعدها عن حكم الذي يغتاب
في مجلسه الناس، فرويت لهم قوله a: (من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أدركه إثمه
في الدنيا والآخرة) [5]، وقوله (من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله
الله على رءوس الخلائق يوم القيامة) [6]