قاتلا يوم
القيامة، سواء ذلك الذي باشر القتل، أو ذلك الذي زكى القاتل، أو ذلك الذي رضي عنه،
أو ذلك الذي دعمه، أو ذلك الذي أحبه ووالاه، أو ذلك الذي انتصر له، ودعا إليه..
فكل هؤلاء
مسجلون ضمن القتلة، وكل هؤلاء ستوضع في موازينهم كل جثث القتلى، وكل دماء
المظلومين، لتؤخذ بأوزانها حسناتهم، وتُصب عليهم سيئاتهم.
لذلك لا تذكر لي
أنك وقومك من المسالمين.. فالمسالم هو ذلك الورع الخائف من الله، الذي يعتذر له كل
حين، ويسأله التوبة، ويسأله أن يطهر قلبه من كل حقد وضغينة، وأن يجعله كهفا منيعا
للمستضعفين حتى لو كانوا متخلفين، وأن يجعله سدا شديدا في وجه المستكبرين الطغاة
حتى لو لبسوا لباس فرعون، وظهروا بزينة قارون.
هذه وصيتي إليك،
ولقومك؛ فإن شئتم أن تتوبوا إلى الله؛ فعليكم أن تعتذروا أولا لكل أولئك الذين
قتلتموهم بألسنتكم وقلوبكم، وأن تدفعوا لهم الدية على قتلكم لهم، وديتكم هي أن
تدافعوا عنهم، وأن تقفوا في وجه قتلتهم؛ فلا يمكن لمن انتمى إلى عصابة أن يخرج
منها إلا بعد إعلان براءته منها، وحربه لها.