فيها.. ولذلك
اكتفينا بذكر مصادرها الحديثية أو التربوية من غير تعمق في تصحيحها أو تضعيفها.
واخترنا كذلك أن
تكون هذه الوصايا أربعين وصية لما ورد في الأحاديث من فضل الأربعين[1] ، في المصادر
السنية والشيعية، والرواية وإن كانت ضعيفة في المصادر السنية[2] إلا أنها وصلت إلى حد الشهرة والاستفاضة في
المصادر الشيعية، بل ذهب البعض الى تواتر الحديث.
ولذلك نرى
اهتمام العلماء من كلا المدرستين بجمع الأربعين في المجالات المختلفة[3] .. وقد اخترنا
هذا المجال التربوي الخاص.. ولذلك لم تخل وصية من الوصايا التي ذكرناها من النصوص
المقدسة الدالة عليها.
[1]منها قوله a: (من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه في أمر دينهم،
بعثه الله عزوجل يوم القيامة فقيها عالما)
[2] قال ابن الملقِّن: (حديث [ من حفظ
على أمتي أربعين حديثاً كُتب فقيهاً]: يُروى من نحو عشرين طريقاً وكلها ضعيفة ،
قال الدارقطني : كل طرقه ضعاف لا يثبت منها شيء ، وقال البيهقي : أسانيده ضعيفة،
[خلاصة البدر المنير ( 2 / 145 )]، وقال البيهقي : (هذا متن مشهور فيما بين الناس
وليس له إسناد صحيح) [شعب الإيمان ] ( 2 / 270 )، وقال النووي : (واتفق الحفاظ على
أنه حديث ضعيف وإن كثرت طرقه) [ مقدمة الأربعين النووية]
[3] وقد بدأ هذا الاهتمام من عهد مبكر،
ومن الأربعينيات المؤلفة في أواخرالقرن الثاني الهجري ما ألفه عبد الله بن المبارك
المَرْوَزي، وكتاب الأربعين عن المشايخ عن الأربعين صحابيا، لمحمد بن أسلم الطوسي.
وفي القرن الرابع كتب أبو العباس الحسن بن
سفيان النَسَوي كتاب الأربعين في المسائل الاجتماعية والأخلاقية؛ وكتب أبو بكر
محمد بن الحسين الآجري (توفي 360هـ) كتاب الأربعين حديثاً في العقائد والأخلاق
والأحكام.
وفي القرن الخامس كتب عبد الرحمان السلمي
[الأربعين في التصوف]، وكتب أبو سعيد أحمد بن محمد الماليني [الأربعون في شيوخ
الصوفية] ]، وكتب أبو نعيم الأصفهاني [الأربعون على مذهب المحققين من الصوفية]
وهكذا ألفت الكثير من الأربعينيات في سائر
العصور، ومنها [الأربعون في فضائل الزهراء] لأبي صالح أحمد بن عبد الملك
النيشابوري، و[كتاب الأربعين الودعانية] لأبي نصر محمد بن علي المشهور بان ودعان.