بل ورد النهي عن الاستقاء بمائهم أو استعماله، فعندما
نزل a بالحجر في غزوة تبوك وقد كان منازل لثمود، أمرهم أن
لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها، فقالوا: قد عجنا منها واستقينا، فأمرهم أن
يطرحوا ذلك العجين، ويهريقوا ذلك الماء[1].
وليس هذا النهي
من باب التحذير من التلوث الذي قد يضر الصحة، بدليل إجازته أن يعلفوا الإبل ذلك
العجين، ولكن أنواع التلوث لا تقتصر على التلوث الظاهر الذي يؤذي الجسد، فهناك
التلوث الذي يخرب الروح ويكدر الصفاء، والذي نبه النبي a
إليه، وحذر منه.