أدعوك إلى ذلك، وكيف أدعوك
إليه، وقد وصف الله تعالى المنافقين بالكسل، فقال: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ
قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا
} [النساء: 142]، وقال: {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى }
[التوبة: 54]
وكيف أدعوك إلى ذلك، وقد فضل الله تعالى
المتحركين على الساكنين، فقال: { وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ
أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95]
وكيف أدعوك إلى ذلك، وقد عاتب الله تعالى
المستضعفين الذين رضوا بضعفهم، وسكنوا إليه، فقال: { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ
وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97]
وكيف أدعوك إلى ذلك، وقد وبخ الله تعالى
الذين ركنوا إلى الظالمين، فقال: { وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود: 113]
وكيف أدعوك إلى ذلك، وقد رمى الله تعالى
بالفسق أولئك الذين استخف حكامهم بعقولهم، فقال: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ
فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } [الزخرف: 54]
ولكني مع ذلك كله أقول لك: إن سكونك ونومك
وكسلك قد يكون خيرا من تلك الحركة التي لم تعرضها على عقلك.. فالعاقل هو الذي
يستبصر العواقب، لا الذي تحركه الأهواء.
والعاقل هو الذي لا يقرر في حال حماسته، ولا
يتصرف في حال غضبه، ولا يسلم فكره لعواطفه، بل يجعل عقله هو المتحكم في كل دوائر
ذاته.
وبذلك يا بني لن تقع في شباك الإنس والجن..
لأن الله تعالى يعصمك بالعقل الذي أنرته بنور الحقيقة من أن تصبح عبدا لأحد من
الناس.