السلام مع الحياة الجديدة، ومع الأحياء الجدد ما لم
تحفظ مواعظي وتعيها كما وعيتها أول مرة.
لن أحدثك عن
القديم المعاد صياغته فقط.. وإنما سأحدثك معه عن جديد كثير.. جديد يتجدد كل يوم..
فأصخ سمعك لي كل يوم.
فنحن الآن في
عصر يختلف كثيرا عن العصر الذي حدثتك فيه أول مرة..
نحن الآن في عصر
يملك شيئا اسمه (التلفزيون).. وآخر اسمه (الإنترنت).. وآخر اسمه (الصحافة).. وآخر
اسمه (المذياع).. وغيرها كثير.
وكل هذه الأشياء
لم تكن موجودة حين وعظتك أول مرة.. ولهذا لم أذكرها لك.. ولو كانت موجودة
لذكرتها.. فهي أخطر من أن تخلو موعظتي عنها.
أمام هذه
الأشياء الجديدة الغريبة وبين يديها يجثو آلاف آلاف آلاف البشر، بل يركعون جميعا
كما يركعون أمام رع وعشتار وأمون واللات والعزى.. وهم يتلقون منها فكرهم وسلوكهم
وحياتهم.. وهم يسلمونها في أحيان كثيرة نفوسهم لتتصرف في توجيهها كما تشاء..
ولهذا فإن
الكثير منهم نسي مواعظي القديمة.. واستبدلني بدجالين كثيرين.. ولولا ذلك الصياح
المتواصل من الحياة الجميلة، ومن أولئك الأحياء الذين لا زالوا يحتفظون بقيم
الحياة الجميلة ما كنت حدثتك.. فأصخ سمعك لي.. فإني سأحدثك كما حدثتك أول مرة.