رأيتك ـ يا بني ـ مثل الكثير من أترابك مهتما بتلك المسابقات
والمنافسات الكثيرة التي تجري في العالم كل حين، وحول ألعاب مختلفة، منها الرياضية
والفكرية وغيرها.
وأنا لا أعاتبك
في ذلك؛ فالاهتمام بمثل هذه المنافسات قديم جدا.. والبشر ـ سواء أولئك الذين
يمارسون تلك الألعاب نفسها، أو من يقف معهم فيها ـ يحبون أن يتفردوا بالفوز على
منافسيهم، وأن يكون النصر حليفهم فيها.
ولكني أعاتبك
عندما تتوقف همتك على ذلك، أو عندما يكون دورك في تلك المنافسات مثل ذلك المشاهد
الكسول الذي يفرح لنصر غيره، وينسى أن يخرج من كسله، ليحقق لنفسه فوزها في مضمار
الحياة الذي أقامه الله لعباده.
فالحياة يا بني
ـ بكل مجالاتها ومعانيها ـ مضمار يتسابق فيه العباد، لتحقيق الكمالات التي هيأها
الله لهم.. وأكثرهم فوزا فيها من نال من تلك القيم ما ترفّع به عن كل السفاسف،
ونال بدلها كل المكارم.
وأكثرهم فوزا
فيها من تجاوز العقبات والمطبات التي وضعت في الطريق.. والتي لا يجاوزها إلا أصحاب
الهمم العالية، والاجتهاد الصادق.. لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال: {فَلَا
اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ
(13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15)
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ
الْمَيْمَنَةِ (18) } [البلد: 11 - 18]
وذكر كذلك
الجوائز القيمة التي ينالها السابقون، والتي تختلف كثيرا عن