ولهذا، فإن أولئك العلماء أو الفلاسفة الذين
لم يحجبوا بنفوسهم في الدنيا، سيستمر بحثهم وعطاؤهم في الآخرة، بأفضل مما كان
عليه، وسيتاح لهم من المخابر ومراكز الأبحاث ما لم يتمكنوا من الحصول عليه في
الدينا.. بل يمكنهم أن يمتطوا ما شاءوا من المراكب الفضائية للرحلة لأي محل
يريدونه، حتى لو كان إلى جهنم نفسها للتعرف على أحوال أهلها.
وسنذكر هنا مشهدا قرآنيا يصف المقربين من
عباد الله، وما أتيح لهم من الجزاء، لنرى كيف يمزج القرآن الكريم بين النعيمين
الحسي والمعنوي.
وبعد أن رسم القرآن الكريم صورة لتلك البيئة
التي يعيشها هؤلاء المخلصين، ذكر النعيم المعنوي الذي يهتمون له أكثر من اهتمامهم
للنعيم الحسي، فقال: ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ﴾
[الصافات: 50]، وهذا يعني أو يشير إلى أن هناك مجالس علمية وبحثية كثيرة تعقد
هناك، يسأل بعضهم بعضا فيها، ويستفيد بعضهم من بعض.
ثم ذكر كلمة ألقيت في بعض تلك المجالس أو
المؤتمرات، ذكر فيها صاحبها شبهات المنكرين للمعاد، فقال: ﴿ قَالَ قَائِلٌ
مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 420