نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 494
ولذلك
فإن الفاكهة موفرة في الجنة كل حين، وليس مثل الدنيا، تختلف الفواكه باختلاف
الفصول، قال تعالى:﴿وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا
مَمْنُوعَةٍ ﴾ [الواقعة: 32، 33]
وقد
أشار القرآن الكريم إلى كثرة الفواكه في الجنة، فقال: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا
يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾ [ص: 51]، وقال: ﴿وَتِلْكَ
الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ
فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [الزخرف: 72، 73]
وأشار
إلى تنوعها، لتتناسب مع جميع الأمزجة، فقال: ﴿ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ
فَاكِهَةٍ آمِنِينَ﴾ [الدخان: 55]، وقال: ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ
فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ﴾ [الرحمن: 52]، وقال: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ [المرسلات:
41، 42]
وضرب
الأمثلة على بعض ما في الجنة من الفواكه مما قد يكون له بعض الشبه في الدنيا،
وكأنه يشير إلى أن البديع الذي أبدع هذه الفواكه في الدنيا لن يعجز أن يبدع مثلها
أو ما هو خير منها في الدار الآخرة، قال تعالى: ﴿ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ
وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ [الرحمن: 68]
وقد
ذكر الفخر الرازي سر ذكر هاتين الفاكهتين، فقال: (وذكر منها نوعين وهما الرمان
والرطب لأنهما متقابلان؛ فأحدهما حلو والآخر غير حلو، وكذلك أحدهما حار والآخر
بارد وأحدهما فاكهة وغذاء، والآخر فاكهة، وأحدهما من فواكه البلاد الحارة والآخر
من فواكه البلاد الباردة، وأحدهما أشجاره في غاية الطول والآخر أشجاره بالضد
وأحدهما ما يؤكل منه بارز ومالا يؤكل كامن، والآخر بالعكس فهما كالضدين والإشارة
إلى الطرفين تتناول الإشارة إلى ما بينهما، كما قال: ﴿ رَبُّ
الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ﴾ [الرحمن: 17])[1]