responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115

المولى النصير

إلهي.. يا {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الأنفال: 40].. ويا نعم الحفيظ ونعم المقيت.. يا من حوائجنا تقضى كلها بكرمه.. ومخاوفنا كلها يقضى عليها بنصره.

أنت يا رب من نصرت أنبياءك وأولياءك على أعدائهم حين تربصوا بهم؛ فأمددتهم بجندك، وحفظتهم بحفظك، ونصرتهم مع ضعفهم وقلة عددهم وعتادهم.

بل كنت أنت الذي قاتل معهم، وقد قلت في كلماتك المقدسة: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17]

أنا أعلم ـ يا رب ـ أن الغافلين عن أسرار كلماتك.. الواقفين مع المباني دون المعاني، سيتعجبون من هذا.. ويقولون: كيف يمكن أن يكون هذا.. وأنت القادر على كل شيء؟

ولم يعلموا أن قولك ذلك لا يعني سوى تأييدك لأولئك المؤمنين الطاهرين المستضعفين الذين همّ أعداؤهم باستئصالهم، فاستأذنوك في قتالهم، فأذنت لهم، ثم علمت بأن نفوسهم الطاهرة قد تتحرج من القتال، ولا تستسيغ إزهاق الأنفس، فذكرت لهم أن قتلهم لم يكن بأيديهم، وإنما كان بيدك، وأن ما حصل لهم لم يكن مرتبطا بأحقاد يحملها المؤمنون، وإنما هو مرتبط بعدالتك وسننك وقوانينك التي نظمت بها الكون.

وإلا فإنك أعظم من أن تحتاج إلى الرمي، ولا إلى القتل، ولا إلى إرسال المدد من الملائكة، فأنت الذي تقول للشيء: كن فيكون.. وأنت الذي أمرك { وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر: 50]

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست