إلهي.. أيها الظاهر والباطن.. يا من ظهر في
كل شيء، ولكل شيء، ولم يحجبه أي شيء.. وبطن في ظهوره عن كل شيء، فلا تدركه الأبصار،
ولا الأوهام، ولا العقول.. فهو لا يزال في غيبه المطلق محجوبا عن الإدراك
والإحاطة، ولولا أسماؤه الحسنى ما عرفناه، ولا استدللنا عليه.
يا رب.. لقد تأملت في المعاني التي يحملها
هذا الاسمان المقدسان من أسمائك، فامتلأت بمشاعر، جميلة لا يمكن وصفها..
فأنت يا رب أقمت لنا بظهورك بأسمائك الحسنى،
وتجلياتك العظمى كل الحجج التي تدل عليك، والتي لا يحجب عنها إلا الغافلون.. ففي
كل قطرة مطر، وموجة بحر، ونسمة هواء رسالة من الرسائل الدالة عليك، وحرف من الحروف
التي تصفك، وتصف عظمتك، وقد قلت مشيرا إلى ذلك في كلماتك المقدسة: {فَانْظُرْ
إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ
ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الروم: 50]