ومظاهرها.. ولا تعطيها إلا لمن طلبها منك، أو
كانت له قابلية الظفر بها.
لقد قلت في كلماتك المقدسة تدعونا إلى ذلك: {
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا
دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]
يا رب .. إن هذه الكلمات تشير إلى ذلك الموت
العظيم الذي يقبع فيه من يتوهم أنه حي.. بينما لا ينبس بالحياة منه إلا جسده
وخلاياه وأنسجته.. أما روحه وعقله وقلبه وكل لطائفه الجميلة، فمدفونة في طينه
وحمئه المسنون الذي استغنى بالنظر إليه عن كل شيء.
لذلك يا رب كان كل أولئك الذين يزعمون
لأنفسهم الحياة بعيدا عنك ليسوا سوى قبور متحركة.. لأنه لم يظفر بالحياة منهم إلا
تلك الخلايا والأنسجة التي لا تختلف عن تراب الأرض وطينها.
وكيف يمكن أن يظفروا بالحياة الحقيقية، وهم
بعيدون عنك، وعن الروح التي نفختها فيهم؟
وكيف يمكن أن يظفروا بالحياة الحقيقية، وهم
بعيدون عن الاتصال بك، والتواصل معك.. وأنت روح الروح، وعقل العقل، وسر السر.. ومن
كان بعيدا عنك كان مجرد وهم وخيال وسراب.
إلهي .. فارزقني الحياة الحقيقية في الدنيا
والآخرة.. تلك الحياة التي تمتد للطائفي جميعا.. فترى الأشياء كما خلقتها لا كما
تبرزها الأوهام.. لأراها بعين لطفك، وأسمع حديثها بسمع كرمك.
يا رب.. وأسألك أن تميت فيَ كل ما يبعدني
عنك.. أمت من نفسي أهواءها الأمارة بالسوء.. وأمت من عقلي كل الحجب التي تحول بينه
وبين معرفة الحق والتسليم