responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158

كلماتك يا رب هي ربيع القلوب الذي لا تذبل أزهاره، ولا تنقطع ثماره، ولا تجف أرضه، ولا تصيب العلل نسيمه.

لقد عشت يا رب في رحاب كلماتك المقدسة، وأرى تجلي جمالك فيها.. وكانت مرشدي إليك ولكل حقائق الوجود.. ولولاها لصرت مثل كل أولئك الذين ضلوا لأنهم لم يعرفوك، واكتفوا بنيل الحقائق من عقولهم المدنسة بدل أخذها من كلماتك المقدسة.

يا رب.. لقد ترك بعضهم الحقائق المرتبطة بكلامك.. وراح يبحث في تفاصيلها بعقله.. ليحول من كلامك مادة للجدل والهذر والتكفير والتبديع.

لقد صور له هواه أن الكلام محصور فيما نستعمله نحن البشر من الوسائل.. وأن المتكلم يحتاج إلى شفتين ولسانا وأسنانا وهواء وموجات صوتية.. فراح يفرض عليك ذلك كله.. وهو لا يعلم أنك القدوس الذي تنزه عن الآلات.. والغني الذي لا يحتاج إلى الوسائط.. ولذلك تتكلم متى تشاء كيف تشاء.. بأي لسان تشاء..

ولو أن هؤلاء تواضعوا، وعلموا قدرهم، وأنهم أحقر من أن يخوضوا فيما لا يعرفونه، لتناولوا الثمرة دون أن يبحثوا في حقائقها.. فعقولهم أحقر من أن تصل إليها، وكيف تصل إليها، وهم لا يعرفون أدنى شيء يتعلق بأجسادهم وأعضائهم وحياتهم.. فكيف يريدون معرفة الحقائق التي لا يتطرق لها الخيال، ولا تدركها العقول، ولا تلمسها الأوهام.

إلهي .. فأعذني من ذلك الجدل.. أو من الخوض فيما لا أطيقه.. واجعلني أعيش كلماتك بكل قداستها ولطفها وسموها.. حتى أرحل إليك بها وأنا طاهر من التلوث بالأهواء والمراء والخصومة.

نام کتاب : رسائل إلى الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست