يا رب .. وأعوذ بك أن أكون كذلك الذي قيل
فيه: (رب وجه صبيح، ولسان فصيح، غدا بين أطباق النار يصيح)، فكم من عبادك من غرتهم
صورهم، فراحوا يعبدونها، ويتفنون في تزيينها إلى أن وجدوا أنفسهم خالين من كل
فضيلة، ممتلئين بكل رذيلة.
يا رب.. فاملأ قلبي بحب الجمال الحقيقي
الذي هو جمالك.. وهب بصري من الصفاء حتى لا تغره صور القوالب، ولا تجذبه تقاسيمها،
ولا تفنيه عن نفسه ملامحها.. بل اجعلني أرى ببصيرتي عالم الروح، لأميز بين الجمال
الحقيقي الذي هو هبتك، والجمال الشكلي الذي هو اختبارك.. إنك أنت أرحم الراحمين.