يا رب.. لقد قلت في كتابك: {قُلْ إِنْ كَانَ
آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي
سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة: 24]، ونحن نعوذ بك يا رب أن يكون آباؤنا أو إخواننا
أو عشائرنا أو كل من ذكرته حجابا بيننا وبينك.. فأنت المقصود الأعظم، وأنت المحبوب
الأعظم.
يا رب.. نحن لا نملك نفوسنا، ولا قلوبنا، ولا
أرواحنا.. ولا نملك شيئا من أمرنا.. فكن أنت سندنا، و(آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت
خير من زكاها، أنت وليها ومولاها)[1]
فنحن نعلم يا رب أنه لا يعتز بك إلا من
أطاعك، وملأ قلبه بحبك، وشغل حياته بك، لا بسواك، وقد قلت في كتابك العزيز: {وَلِلَّهِ
الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا
يَعْلَمُونَ } [المنافقون: 8]