الوليمة؟.. وهل يمكن لأحد من الناس أن يرضى
بالجلوس بجانبه؟
لكنه لو ذهب، وتطهر، وغسل ثيابه، وطهر لسانه،
وعاد إلى الوليمة لم يكن للداعي الكريم أن يرفضه، ولا أن يرده.
وهكذا الأمر يا رب.. فأنت لم ترد أولئك
لذواتهم، وكيف تفعل ذلك وأنت الذي خلقتهم ورزقتهم ووفرت لهم كل الحاجات، ولكنك
فعلت ذلك بهم لما اختاروه لأنفسهم من الكبر والضلال.. ولو أنهم تخلوا عن ذلك لكنت
أول من يقبلهم، فهدايتك شملت كل شيء، ورحمتك وسعت كل شيء.
يا رب.. فاجعل رضاي في رضاك، وسخطي في سخطك،
حتى لا أتحرك إلا في وفق مشيئتك التي تحب، واجعلني أعرفك كما أنت لا كما يقول
الجاهلون الذي صنعوا إلههم بأهوائهم، وعجنوه بعقولهم، وقاسوه على أنفسهم، فأنت
أعظم من كل شيء، ولا يقاس بك شيء.