نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 13
ولولاك
لم نر أشجار الحقائق الممتلئة بكل ثمار الجمال.. ولولاك لم نتمكن من قطف أي ثمرة
منها.. وكيف نقطفها، ونحن لا نهتدي إليها، ولا نراها، ولا نسمع بها.. وهل يمكن
لأحد أن يهتدي لشيء، وهو يعيش في ذلك العالم المظلم الذي وصفه الله تعالى، فقال: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ
مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ
بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ﴾
[النور: 40]
ولذلك
كنت أنت النور الذي أمدنا الله به، لنرى ربيع الحقائق، ونشم أريج عطرها الفواح الذي
لم نكن لنهتدي إليه لولا ذلك الضياء الذي جعلك الله مصدرا له، ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ
مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]
أنت
سيدي منبع الأنوار الحقيقية التي لم تختلط بنيران الشياطين.. فلذلك من لجأ إليك،
واحتمى بنورك، واستمد منه، واكتفى به، لم يضل عن السراط المستقيم.
وعندما
يأتي في ذلك الموقف الذي تنكشف فيه الحقائق، ويرتفع التمويه يجد نفسه ممتلئا
بأنوارك، فلذلك لا يرى الظلمات، ولا ترعبه الأشباح، ولا يقع في تلك الحفر الكثيرة،
بل سيكون صاحب نور عظيم، وبصيرة قوية.. كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ
وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾ [الحديد: 12]
وكيف
لا يكون كذلك، وهو لم يكن يخلط نورك بالظلمات، ولا بالنيران.. بل كان مكتفيا بك،
يعيش في عالمك الممتلئ بالجمال.
أما
أولئك الكذبة المخادعون، والذين لم يكتفوا بسراجك، أو رأوا أن سراجك أدنى من أن
يضيء لهم الظلمات، فراحوا إلى غيرك، وخلطوا الحق بالباطل، وأكلوا الثمار المسمومة
التي نهوا عن أكلها..
في
ذلك الموقف الشديد.. تختلط عليهم الأمور.. ويذهب كل ذلك النور الكاذب
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 13