نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
أسوة المتألمين
سيدي
يا رسول الله.. يا أسوة كل المضحين والمتألمين والمتعبين..
أكتب
هذه الرسالة إليك بعد أن أصابني بعض الإرهاق، نتيجة أعمال بسيطة، تصورت أني قمت
بها في خدمة دينك.. وتوهمت معها كذبا وزورا أني قدمت بعض التضحيات أثناء ذلك.
لكني
عندما تركت النظر في مرآة نفسي الأمارة بالسوء، ورحت أنظر إلى مرآتك الصقيلة،
ورأيت كل تلك الآلام العظيمة التي مرت عليك طيلة حياتك.. وتلك التضحيات التي لا
نزال نعيش آثارها.. استحييت من نفسي، وامتلأت خجلا من ذلك الذي سميته تعبا وألما
وتضحية..
فأين
تعبي وألمي وتضحيتي.. بل أين تعب الملايين وآلامهم وتضحياتهم مما حصل لك في
حياتك.. أنت الذي قضيت حياتك كلها في خدمة رسالتك ومبادئك والقيم العظيمة التي جئت
بها.
لقد
تذكرت ـ سيدي ـ كيف أمرك ربك أن تنزع الدثار عنك، وتخرج لإنذار أولئك الأجلاف
الغلاظ المستكبرين.. الذين لم يراعوا حرمتك، ولا كرامتك، ولا نبلك، ولا نبوتك..
وهم الذين كانوا يعرفون دماثة أخلاقك، وسماحة طبعك..
بمجرد
أن جاءك الأمر الإلهي رحت مسرعا تنفذه من دون أي تردد، أو أي حساب لأي أذى يمكن أن
تتعرض له.. مع أنك كنت تعلم أن الكل سيقف في وجهك.. وأنهم سيرددون عليك ما ردده
الجهلة على أنبيائهم.
لكنك
ـ سيدي ـ لم تبال بكل ما يقولونه لك.. فليقولوا: ساحر أو كاهن أو مجنون
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20