نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203
رواحة يتغديانه، فقال: (هاتيه)، فصببته في كفي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فما ملأها، ثم أمر بثوب فبسط، ثم دعا بالتمر فصبه فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده:
(اخرج في أهل الخندق أن هلموا إلى الغداء، فاجتمع أهل الخندق عليه، فجعلوا يأكلون
منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه ليسقط من أطراف الثوب)[1]
ومثل ذلك ما حدث به
أنس، قال: جئت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فوجدته جالسا مع أصحابه يحدثهم قد عصب بطنه بعصابة، فقلت
لبعض أصحابه: لم عصب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بطنه؟ فقالوا: من الجوع، فذهبت إلى أبي طلحة فأخبرته فدخل
على أمي فقال: هل من شيء؟ قالت: نعم عندي كسر من خبز وتمرات، فإن جاءنا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وحده أشبعناه وإن جاء معه بأحد قل عنهم، فقال لي أبو طلحة: قم قريبا من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فإذا قام فدعه حتى يتفرق عنه أصحابه ثم اتبعه حتى إذا قام على عتبة بابه، فقل: أبي
يدعوك، ففعلت ذلك، فلما قلت: أبي يدعوك، قال لأصحابه: (يا هؤلاء تعالوا) ثم أخذ
بيدي فشدها، ثم أقبل بأصحابه حتى إذا دنونا من بيتنا أرسل يدي فدخلت وأنا حزين
لكثرة من جاء به، فقلت: يا أبتاه، قد قلت لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الذي قلت
لي فدعا أصحابه، وقد جاء بهم، فخرج أبو طلحة، فقال: يا رسول الله، إنما أرسلت أنسا
يدعوك وحدك ولم يكن عندي ما يشبع من أرى، فقال: رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ادخل، فإن
الله سيبارك فيما عندك، فدخلت فقال: (اجمعوا ما عندكم ثم قربوه) فقربنا ما كان
عندنا من خبز وتمر، فجعلناه على حصير فدعا فيه بالبركة، فقال: (يدخل علي ثمانية)
فأدخلت عليه ثمانية، فجعل كفه فوق الطعام، فقال: (كلوا وسموا الله عز وجل) فأكلوا
من بين أصابعه حتى شبعوا، ثم أمرني أن أدخل عليه
[1]
رواه ابن سعد، وانظر: ابن كثير في البداية 6 / 133.
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 203