نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 344
قدرة أصحابك وذكاؤهم وحكمتهم، وأن الله اصطفاهم لك، وأنك ـ لولاهم ـ لنزل
بك العذب، ولأخرجت من ديوان النبوة.
لا يمكنني ـ سيدي ـ أن أورد لك هنا ما ذكروا، فهو كثير جدا، وهم يذكرونه
بفخر واعتزاز، معظمين لذلك الصحابي الذي جرت تلك المواقف على يديه، متناسين أنهم
برفعهم له وضعوك.. وبتبيينهم لذكائه وفطنته وحكمته واستبصاره للأمور اتهموك بالغباء
والغفلة والعجلة وغيرها من الصفات التي لا تتوافق مع نبوتك.
ومن الأمثلة على ذلك ما يسمونه [موافقات عمر]، والتي ألفت فيها الكتب التي
حاول أصحابها ـ من أجل إعطاء المزيد من القدسية للصحابة ـ أن يعتبروا عمر هو صاحب
الفضل في تلك الأحكام الإلهية.. وهو ما يعطي بعد ذلك ذريعة لكل مشكك في أن يعتبر
عمر ممن أسسوا هذا الدين، وممن وضعوا بعض الأحكام المرتبطة به..
فمن تلك الموافقات: الصلاة عند مقام إبراهيم، والتي ورد بشأنها قوله
تعالى: ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى
﴾(البقرة: 125)
ومنها دعوته للحجاب، والذي نزل في شأنه قوله تعالى:﴿ وَإِذَا
سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ﴾ (الأحزاب:
53)
ومنها قوله لأمهات المؤمنين: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن
يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ....﴾ (التحريم: 5)، فنزلت
كما قال.
ومنها ما ورد في تحريم الخمر في عدة آيات، كقوله تعالى
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ
وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾ (اليقرة: 219)، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ
تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء: 43)، وقوله تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ
وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 344