نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 352
الهادي البصير
سيدي يا رسول الله.. أيها الداعي إلى الله على بصيرة.. يا من لا يستنير بنور هدايتك إلا الموفقون
المتأدبون المتواضعون.. ولا يغض الطرف عنها إلا المخذولون المستكبرون المتفيهقون.
لقد رحت ـ سيدي ـ أتأمل فيما جئت به من ألوان الهداية ومعانيها، وقارنتها
بكل ما جاء به غيرك؛ فوجدت أنك الأوحد الذي جاء بالهداية الشاملة التي تجيب عن كل
الأسئلة، وتصحح كل الأخطاء، وتكشف كل الغوامض، وترد على كل الشبهات، وتشمل جميع
لطائف الإنسان، وتعم كل مناحي حياته.. فمن اكتفي بهدايتك هُدي إلى السراط
المستقيم، ومن ابتغى عنها بدلا، أو خلطها بغيرها، انحرف عنه إلى أهوائه وشياطينه.
ولم تكن هدايتك سيدي قاصرة على تلك التفسيرات التي أعطت للحياة صورتها
الجميلة التي يراها عليها المؤمنون، ولا تلك القيم الرفيعة التي ضبطت بها حياتهم،
ولا تلك الأذواق اللطيفة التي جعلت المؤمنين يستشعرون الطمأنينة والسعادة والسلام
التي لا يمكن تذوقها من منابع غيرك.. وإنما في تلك الأساليب والوسائل الكثيرة التي
وضحت بها الحقائق، وبينت بها القيم حتى فقهها عامة الناس وخاصتهم.. كل على حسب
قدرته وفهمه.
ولم يجتمع كل ذلك ـ سيدي ـ لأحد غيرك.. فلذلك كان من أتباعك الفلاسفة
والحكماء.. والأدباء والشعراء.. والعلماء والفقهاء.. والمتخصصون في كل المجالات..
كما كان من أتباعك العامة البسطاء.. وغيرهم من أصناف الناس.. مما لا نراه اجتمع
عند غيرك.
نام کتاب : رسائل إلى رسول الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 352