المقدمة

هذا الكتاب محاولة للتقرب من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، من خلال رسائل موجهة إليه، تخاطبه مباشرة، ومن غير حواجز، فلا حواجز ولا حجب تحول بيننا وبين رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم غير تلك الأوهام التي صنعناها بأنفسنا، وإلا فإن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أقرب إلينا منا، ويمكننا أن نتواصل معه متى نشاء.

وكيف لا يمكن ذلك، وعلاقته بأمته ـ كما يذكر في أحاديثه الكثيرة ـ علاقة ممتدة، لا منقطعة.. والقطيعة إن حصلت ليست من النبوة، وإنما من المتعاملين معها، ذلك أنها مثل الشمس، لا تحتجب إلا على من يشاء أن يحجب نفسه عنها.

وبما أن أجمل نجوى مع الله هي الحديث في تنزيهه وتقديسه وحمده؛ فإن أجمل حديث مع رسول الله a هو الحديث عما آتاه الله من أصناف الكمال والجمال.. حتى يكون ذلك بمثابة الترياق الذي يزيل الشبهات، والإكسير الذي يزرع المحبة في القلب.

فنحن مطالبون في علاقتنا برسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن تكون علاقة محبة، لا مجرد طاعة، ذلك أن المحب لا يكتفي بالطاعة الظاهرة، وبأداء التكاليف، وإنما يضيف إلى ذلك التعامل الوجداني معها، وهو ما يجعلها في أرقى مراتب الكمال.

ولهذا، فإن هذه الرسائل تهدف إلى ثلاثة أهداف كبرى:

أولا ـ بيان كمالات رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم في المجالات المختلفة، فالحب لا يكون إلا بعد إدراك الكمال.

ثانيا ـ رد الشبهات والتحريفات عن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، ذلك أنها تتنافى مع الكمال، وقد تسيء إليه، وقد تكون هي الحجاب الذي يحول بين القلب وبين المحبة.