نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
عضضت فعلى
نعمتك. إلهي إنّه من لم يشغله الولوع بذكرك، ولم يزوه السّفه بقربك، كانت حياته
عليه ميتة، وميتته عليه حسرة. إلهي تناهت أبصار النّاظرين إليك بسرائر القلوب،
وطالت أسماع السّامعين لك بخفيّات الصّدور، فلم يلق أبصارهم ردّ ما يريدون، وهتكت
بينك وبينهم حجب الغفلة فسكنوا في نورك، وتنفّسوا بروحك، فصارت قلوبهم مغارس
لمحبّتك، وأبصارهم معاكف لقدرتك، وقرّبت أرواحهم من قدسك، فجالسوا اسمك بوقار
المجالسة، وخضوع المخاطبة، فأقبلت إليهم إقبال الشّفيق، وأنصتّ إليهم إنصات
الرّفيق، وأجبت لهم إجابات الأحبّاء، وناجيتهم مناجاة الأخلاّء. فابلغ بي المحلّ
الّذي إليه وصلوا ولا تترك بيني وبين ملكوت عزّك بابا إلاّ فتحته، ولا حجابا من
حجب الغفلة إلاّ هتكته، حتّى تقيم روحي بين ضياء عرشك، وتجعل لها مقاما نصب نورك،
إنّك على كلّ شيء قدير)
وفيه تقول: (إلهي
ما أوحش طريقا لا يكون رفيقي فيه أملي فيك، وأبعد سفرا لا يكون رجائي منه دليلي
منك، خاب من اعتصم بحبل غيرك، وضعف ركن من استند إلى غير ركنك، فيما معلّم مؤمّليه
الأمل فيذهب عنهم كآبة الوجل، لا تحرمني صالح العمل، واكلأني كلاءة من فارقته
الحيل، فكيف يلحق مؤمّليك ذلّ الفقر وأنت الغنيّ عن مضارّ المذنبين؟ إلهي وإنّ كلّ
حلاوة منقطعة، وحلاوة الإيمان تزداد حلاوتها اتّصالا بك. إلهي وإنّ قلبي قد بسط
أمله فيك فأذقه من حلاوة بسطك إيّاه البلوغ لما أمّل، إنّك على كلّ شيء قدير. إلهي
أسألك مسألة من يعرفك كنه معرفتك من كلّ خير ينبغي للمؤمن أن يسلكه، وأعوذ بك من
كلّ شرّ وفتنة أعذت منها أحبّاءك من خلقك، إنّك على كلّ شيء قدير)[1] إلى آخر الدعاء الممتلئ بالعبودية.