responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 140

الولي العارف

سيدي ومولاي.. حبيب الله ورسوله..

من المعاني العظيمة التي أتذكرها في هذه الأيام.. أيام شهادتك.. ولايتك ومعرفتك.. فأنت ولي الله والعارف به والهادي إليه.. وأنت الصراط المستقيم.. وأنت المثال النموذجي للشخصية المسلمة في أوج كمالها.. وكيف لا تكون كذلك أنت تربية رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم الخالصة.. فقد رباك على عينه مذ كنت صبيا صغيرا.. ثم رباك القرآن الكريم الذي عشت حياتك كلها تدافع عن تنزيله وتأويله إلى أن استشهدت في سبيله.

وخير من عبر عن ولايتك سيدي هي كلماتك الشريفة التي تصف بها عباد الله المقربين، ولم تكن تصف في الحقيقة إلا نفسك، فأنت نموذجهم الأعلى، ومثلهم الأسمى، وقدوتهم الحسنة.

ومن تلك الكلمات قولك ـ في وصف أولياء الله ـ: (إنّ أولياء اللّه هم الّذين نظروا إلى باطن الدّنيا إذا نظر النّاس إلى ظاهرها، واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل النّاس بعاجلها، فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم، وتركوا منها ما علموا أنّه سيتركهم، ورأوا استكثار غيرهم منها استقلالا، ودركهم لها فوتا، أعداء ما سالم النّاس، وسلم ما عادى النّاس، بهم علم الكتاب وبه علموا، وبهم قام الكتاب وبه قاموا، لا يرون مرجوّا فوق ما يرجون، ولا مخوفا فوق ما يخافون) [1]

ومنها قولك في وصف المؤمن: (المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شي‌ء صدرا، وأذلّ شي‌ء نفسا، يكره الرّفعة، ويشنأ السّمعة، طويل غمّه، بعيد همّه، كثير صمته، مشغول وقته، شكور صبور، مغمور بفكرته، ضنين بخلّته، سهل الخليقة، ليّن


[1] نهج البلاغة: الحكمة(432)

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست