نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19
يكنفني في
فراشه، ويمسّني جسده، ويشمّني عرفه. وكان يمضغ الشّيء ثمّ يلقمنيه، وما وجد لي
كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. وكنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمّه، يرفع لي في
كلّ يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به)[1]
وذكرت لهم
تلك الحقيقة التي لا يعقلها إلا من يقدر النبوة حق قدرها، فقلت: (ولقد قرن الله به
a من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به
طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر
أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به) [2]
أذكر جيدا ـ
سيدي ومولاي ـ أنك في تلك السنوات التي سبقت البعثة، حيث كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم متوجها توجها كليا إلى ربه.. كنت أنت ترى ذلك منه،
وتتأثر به.. وكنت ـ إذا ما ذهب إلى غار حراء ليتعبد لربه ـ توصل له الطعام، وتلبث
معه.
لقد ذكرت ذلك
كله لمن جهل مقدارك، فقلت: (ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه
غيري، ولم يجتمع بيت واحد يومئذ في الإسلام، غير رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وخديجة، وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة
الشيطان حين نزل الوحي عليه a، فقلت: يا رسول
الله! ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان أيس من عبادته، إنك تسمع ما أسمع وترى ما
أرى، إلا أنك لست بنبي، ولكنك وزير، وإنك لعلى خير)[3]
وقلت: (لقد عبدت الله تعالى قبل أن
يعبده أحد من هذه الأمّة) [4]، وقلت: (إني عبدالله