ومن ذلك قولك
في تعريف الإسلام: (لأنسبنّ
الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي، الإسلام: هو التّسليم، والتّسليم هو اليقين،
واليقين هو التّصديق، والتّصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل) [2]
ومن ذلك ـ
سيدي ـ قولك في أصناف المروءة، ومظاهرها، وشمولها للكثير من الشرائع والشعائر، وعدم
اقتصارها على ما كانت العرب تفهم منها: (مروءة المرء المسلم مروءتان: مروءة في حضر، ومروءة في سفر.. وأما مروءة
الحضر: فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنظر في الفقه، والمحافظة على الصلوات
في الجماعات.. وأما مروءة السفر: فبذل الزاد، وقلة الخلاف على من صحبك، وكثرة ذكر
اللّه عزّ وجلّ في كل مصعد ومهبط، ونزول وقيام وقعود)
ومن ذلك قولك
للذين انشغلوا بالرسوم عن الحقائق، فتوهموا الاستغفار ألفاظا تردد لا سلوكا يشمل
الحياة جميعا، فقد سمعت رجلا يقول: (أستغفر اللّه)، فقلت له: (ثكلتك أمّك! أ تدري
ما الاستغفار؟ الاستغفار: درجة العلّيّين، وهو اسم واقع على ستّة معان: أوّلها:
النّدم على ما مضى.. والثّاني: العزم على ترك العود إليه أبدا..و الثّالث: أن
تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم، حتّى تلقى اللّه أملس ليس عليك تبعة.. والرّابع: أن
تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيّعتها فتؤدّي حقّها.. والخامس: أن تعمد إلى اللّحم
الّذي نبت على السّحت فتذيبه بالأحزان، حتّى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم
جديد..