نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 241
وقال فيك ميخائيل
نعيمة: (وأما فضائله فإنها قد بلغت من العظم والجلال والإنتشار والاشتهار مبلغاً
يسمج معه التعرض لذكرها، والتصدي لتفصيلها، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله
بن يحيى بن خاقان، وزير المتوكل والمعتمد: (رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك
كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر، الذي لا يخفى على الناظر، فأيقنت أني
حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز، مقصر عن الغاية، فانصرفت عن الثناء عليك إلى
الدعاء لك، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك)[1]
وقال: (تسألني
عن الإمام علي، ورأيي أنه من بعد النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم سيد العرب على
الاطلاق بلاغة وحكمة وتفهما للدين وتحمسا للحق وتساميا عن الدنايا. فأنا ما عرفت
في كل من قرأت لهم من العرب رجلا دانت له اللغة مثلما دانت لإبن ابي طالب، سواء في
عظاته الدينية وخطبه الحماسية ورسائله التوجيهية، او في تلك الشذور المقتضبة التي
كان يطلقها من حين الى حين مشحونة بالحكم الزمنية والروحية، متوهجة ببوارق الإيمان
الحي ومدركة من الجمال في البيان حد الإعجاز، فكأنما اللآلىء بلغت بها الطبيعة حد
الكمال، وكأنه البحر يقذف بتلك اللآلىء دونما عنت او عناء.. ليس بين العرب من صفت
بصيرته صفاء بصيرة الإمام علي، ولا من أوتي المقدرة في إقتناص الصور التي انعكست
على بصيرته وعرضها في إطار من الروعة هو السحر الحلال. حتى سجعه، وهو كثير، يسطو
عليك بألوانه وبموسيقاه ولا سطو القوافي التي تبدو كما لو انها هبطت على الشاعر من
السماء، فهي ما اتخذت مكانها في اواخر الأبيات إلا لتقوم بمهمة يستحيل على غيرها
القيام بها. إنها هناك لتقول اشياء لا تستطيع كلمات غيرها ان تقولها، كالغلق في
القنطرة. إن عليا لمن عمالقة الفكر والروح والبيان في كل زمان ومكان)