نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
لكني لم أجد
موقفا ممتلئا بالعبر لمن يعتبر مثل موقفه في غدير خم.. فقد كان موقفا عجيبا
واضحا.. ولست أدري كيف غيب، ولا كيف طمس، ولا كيف أهيلت عليه كل ألوان الكتمان
والتحريف، مع كونه قد روي بكل صيغ التواتر التي يؤمنون بها، فقد رواه مائة وعشرة من
الصحابة كما ذكر ذللك المحققون الصادقون، لا المحققون المتلاعبون [1].
دعني سيدي
أستعيد تلك المشاهد التي كافأك الله بها على صدقك وإخلاصك وتحققك بالإسلام المحمدي
الأصيل الذي لم يمزج بأي جاهلية، ولا مرض، ولا نفاق.. ولا أي غرض من الأغراض، أو شائبة
من الشوائب.
بعد أن قضى
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مناسكه[2] وقفل راجعا إلى المدينة، فلمّا انتهى إلى
غدير خم، في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة نزل عليه قوله تعالى: ﴿
يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ
تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله
لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين﴾ [المائدة:67]
حينها طلب
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يقام له من حدائج الإبل،
فصعد عليه، ثم قال: (إنّي أوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي مسئول، وأنتم مسئولون، فما ذا
أنتم قائلون؟)، فقالوا: نشهد أنّك قد بلّغت، ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا.
ثم قال لهم
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ألستم تشهدون أن لا إله إلاّ
الله، وأنّ محمّدا عبده ورسوله، وأنّ جنّته حقّ، وأنّ ناره حقّ، وأنّ الموت حقّ،
وأنّ السّاعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور...)، فقالوا: بلى
نشهد بذلك، فقال a: (اللهمّ اشهد)
ثم قال a: (إنّي فرط على الحوض، وأنتم واردون عليّ الحوض،
وإنّ عرضه ما
[1] انظر موسوعة الغدير، المحقّق
الأميني: 1: 14 ـ 61.
[2] ما أورده هنا هو من روايات
متفرقة وردت في الصحاح والسنن وغيرها.
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34