نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36
وأحسنهم حالا
من زعم أن الولاء لك لا يختلف عن الولاء لسائر المؤمنين، من المحبة والنصرة وإلقاء
السلام.. وكأن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كان عابثا عندما
جمع كل تلك الجموع، وأوقفها ليخبرها بذلك البلاغ الخطير الذي نفذ به قوله تعالى:: ﴿
يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ
تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ الله
لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين﴾ [المائدة:67]
بل إن بعضهم
راح يفسر ذلك تفسيرا عجيبا يسيء إليك، حين زعم أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
أراد الرفع من شأنك، والذب عنك لأن بعض أهل اليمن وقع فيك، وتنقصك لأجل بعض متاع
الدنيا القليل..
وقد نسي هؤلاء
الذين يزعمون لأنفسهم العلم أن أهل اليمن قد عادوا من مكة إلى اليمن، وأن ما حصل لا
يحتاج لجمع الناس وإيقافهم تحت الشمس بعد أن اقتربوا من المدينة..
ونسوا أكثر
من ذلك أنهم يستدركون على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم..
فهو ذكر كل ذلك مطلقا من دون تحديد.. فلم يأتِ على ذكر اليمنيين أصلاً، وإنما كان
كلامه عن المستقبل، فقد أخبر أنه سيأتي داعي ربه فيجيبه.. وداعي ربه هو الموت..
لم تقتصر ـ
سدي ـ إساءتهم إليك في ذلك.. بل إنهم ـ بالحقد الذي يعمر قلوبهم ـ راحوا يشيعون
بين الناس أنك رغبت عن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
وأردت أن تتزوج بنت أبي جاهلة.. ويلهم كيف يتجاسرون عليك، وعلى مقامك الرفيع.. وهل
يمكن لمن يكون في بيته سيدة نساء العالمين أن يضم إليها بنت عدوه اللدود؟
وهل يمكن
لمثلك، وأنت العاشق لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
الفاني في حبه، أن تؤذيه وتؤذي ابنته، وأنت تعلم مكانتها ودرجتها عند الله؟
لا يمكنني لك
ـ سيدي ـ وأنا أعيش في رحاب ذكراك أن أذكر لك كل ما أساءوا به
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 36