responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70

وقلت لهم: (يا هؤلاء.. إن أنفسكم قد سوّلت لكم فراق هذه الحكومة التي أنتم ابتدأتموها، وسألتموها وأنا لها كاره، فأبيتم عليّ إباء المخالفين، وعدلتم عنّي عدول النكداء العاصين حتى صرفت رأيي إلى رأيكم.. فلم آت لا أبا لكم حراما، واللّه ما خبلتكم عن أموركم، ولا أخفيت شيئا من هذا الأمر عنكم.. فبيّنوا لنا بماذا تستحلّون قتالنا والخروج عن جماعتنا، أن تضعوا أسيافكم على عواتقكم، ثم تستعرضون الناس تضربون رقابهم، وتسفكون دماءهم إن هذا لهو الخسران المبين)[1]

وقلت لهم: (فإن أبيتم إلّا أن تزعموا أني أخطأت وضللت، فلم تضلّلون عامّة أمة محمد a بضلالي، وتأخذونهم بخطئي، وتكفّرونهم بذنوبي، سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البرّ والسقم، وتخلطون من أذنب بمن لم يذنب، وقد علمتم أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم قتل القاتل وورّث ميراثه أهله. وقطع السارق وجلد الزاني، ثم قسّم عليهما من الفي‌ء ونكحا المسلمات، فأخذهم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بذنوبهم، وأقام حق الله فيهم، ولم يمنعهم سهمهم من الإسلام، ولم يخرج أسماءهم من بين أهله.. ثم أنتم شرار الناس، ومن رمى به الشيطان مراميه، وضرب به تيهه، وسيهلك فيّ صنفان: محبّ مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس فيّ حالا النّمط الأوسط فالزموه..)[2]

و هكذا كان دورك مع الجميع، لا تأخذ بالظنة، ولا تغدر حتى بمن غدر بك.. أذكر جيدا ذلك الرجل الذي جاءك، فقال: (يا أمير المؤمنين: في أصحابك رجال قد خشيت أن يفارقوك فما ترى فيهم؟)، فقلت له: (إني لا آخذ على التهمة، ولا أعاقب على الظنّ، ولا أقاتل إلّا من قاتلني، وناصبني وأظهر لي العداوة، ولست مقاتله حتى أدعوه، وأعذر


[1] تاريخ الطبري: ج 5، ص 85.

[2] معدن الجواهر: للكراجكي، ص 226.

نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست