نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
وباطل، ولكلّ
أهل، ألا ولئن غلب الباطل فقديما كان وفعل، ولئن قل الحق فلربما ولعل، ولقلّما
أدبر شيء وأقبل، ولئن ردّ عليكم أمركم إنكم لسعداء. إن الله عزّ وجلّ أدب هذه
الأمة بالسيف والسوط فاستتروا في بيوتكم، وأصلحوا ذات بينكم، فإن التوبة من
ورائكم، وما عليّ إلّا الجهد، ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت
لجمها، فتقحمت بهم إلى النار. ألا وإن
التقوى
مطايا ذلل حمل عليها أهلها وأعطوا أزمّتها، فأوردتهم الجنّة، وفتحوا لهم أبوابا، ووجدوا
ريحها وطيبها وقيل لهم: ﴿ادْخُلُوهَا
بِسَلاَمٍ آمِنِين﴾ [الحجر:46].. اليمين والشمال مضلّة والطريق الوسطى هي الجادة
عليها يأتي الكتاب وآثار النبوّة، إن على الإمام الاستقامة، وعلى الرعية التسليم.
ليس أمري وأمركم واحدا، وإني أريدكم للّه وأنتم تريدونني لأنفسكم! وأيم
الله لأنصحن للخصم، ولأنصفنّ
للمظلوم.. ذمّتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم، إن من صرّحت له العبر عمّا بين يديه
من المثلّات، حجزته التقوى عن تقحّم الشبهات)[1]
ولم تكن تلك
التعاليم مجرد كلمات، وإنما كانت أفعالا كلفتك عداوات كثيرة.. فالمستكبرون
والانتهازيون الذين ملأوا جيوبهم من أموال المستضعفين وعرقهم لم يقبلوا منك ذلك..
فلذلك وقفت في خيارات صعبة بين إرضائهم أو إرضاء العدالة التي كلفك الله بها.
لكن تربية رسول
الله a لك.. وقرآن ربك الذي كان هاديك في كل حركة تقوم
بها، وضعاك على الصراط المستقيم، ولم تبال بكل تلك المعارضات التي عارضت ما اقتضته
العدالة.
أذكر جيدا موقفك
من أولئك الذين استغلوا ما فعله مروان أيام عثمان من إعطاء