نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 91
وكتبت إلى
آخر تقول: (أما بعد، فإن دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة، واحتقارا وجفوة،
ونظرت فلم أرهم أهلا لأن يدنوا لشركهم، ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم، فالبس لهم
جلبابا من اللين تشوبه بطرف من الشدة، وداول لهم بين القسوة والرأفة، وامزج لهم
بين التقريب والإدناء، والإبعاد والإقصاء)[1]
وكتبت إلى
آخر تقول: (فدع الإسراف مقتصدا، واذكر في اليوم غدا، وأمسك من المال بقدر ضرورتك،
وقدم الفضل ليوم حاجتك. أ ترجو أن يعطيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من
المتكبرين وتطمع- وأنت متمرغ في النعيم، تمنعه الضعيف والأرملة- أن يوجب لك ثواب
المتصدقين وإنما المرء مجزي بما أسلف وقادم على ما قدم، والسلام)[2]
وكتبت إلى
آخر تقول: (أما بعد، فإنك ممن أستظهر به على إقامة الدين، وأقمع به نخوة الأثيم،
وأسد به لهاة الثغر المخوف. فاستعن بالله على ما أهمك، واخلط الشدة بضغث من اللين،
وارفق ما كان الرفق أرفق، واعتزم بالشدة حين لا تغني عنك إلا الشدة، واخفض للرعية
جناحك، وابسط لهم وجهك، وألن لهم جانبك، وآس بينهم في اللحظة والنظرة، والإشارة
والتحية، حتى لا يطمع العظماء في حيفك، ولا ييأس الضعفاء من عدلك، والسلام)[3]
ولهذا كنت
تنهى عمالك أن يحتجبوا عن رعيتهم، أو يضعوا العوائق بينهم وبين الوصول إليهم، وقد
كتبت في عهدك إلى مالك الأشتر تقول: (أما بعد.. فلا
تطولن احتجابك عن رعيتك، فإنّ احتجاب الولاة عن الرّعية شعبة من الضّيق وقلّة علم
بالأمور،