نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10
وهم وإن كانوا جزءا من آل إبراهيم، لكن القرآن خصهم
بالذكر عند الحديث عن يوسف بن يعقوب عليهما السلام في قوله تعالى:
﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ
الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا
أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ
عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [يوسف: 6]
وذكرهم عند الحديث عن زكريا عليه السلام حينما دعا
الله عز وجل وطلب الذرية الصالحة، فقال: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا
﴾ [مريم: 5، 6]
ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره الله تعالى من اصطفائه
لآل داود عليهم السلام، والذين ورد ذكرهم في قوله تعالى: ﴿ اعْمَلُوا آلَ
دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13]، وقد
بين القرآن الكريم أن سليمان ورث داود، فقال: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ
دَاوُودَ﴾ [النمل: 16]
لكن كل ذلك لم يلتفت إليه، وكأن الله تعالى بين
اصطفاءه الخاص لذريات الأنبياء، وأقاربهم إلا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. فهو
وحده المخالف لهم، مع أن الأصل أن يكون أولى بذلك منهم، إن لم يكن نظيرا لهم فيه،
وقد قال تعالى عنه: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي
مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا
أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الأحقاف: 9]
لهذا نجد ابن تيمية ـ وهو من أكبر المنظرين للنصب
والعداوة لأهل البيت في هذه الأمة ـ يعتبر تقديم آل الرسول a على غيرهم أثر من آثار الجاهلية في تقديم أهل بيت
الرؤساء، كما نص على ذلك في (منهاج السنة) – على طريقته
الخاصة في التحايل - بقوله: (وإنما قال من فيه أثر جاهلية عربية أو فارسية: إن بيت
الرسول أحق بالولاية. لكون العرب كانت في جاهليتها تقدم أهل بيت الرؤساء، وكذلك
الفرس يقدمون أهل بيت الملك، فنقل
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10