نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 114
يقول؟ فرد عليّ ذلك إن استطعت.
لقد قلت له ذلك، بكل قوة، بعد أن تضرع إليك، وراح يعتذر، لعلمه
بشجاعتك وبأسك.. حينها قام رجال من بني مخزوم لينصروا أبا جهل، وقالوا لك: ما نراك
إلا قد صبأت؟
فقلت لهم: وما يمنعني، وقد استبان لي منه أنه رسول الله،
والذي يقول حق؟! فو الله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين.
حينها لم يملك أبو جهل إلا أن يقول: (دعوا أبا عمارة، فإني والله
لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا)[1]
وحين سمعت قريش نبأ إسلامك الذي أعلنته في تلك الظروف الصعبة،
صارت أكثر خوفا من إيذاء رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعد أن
اجتمع على حمايته كلا العمين الصادقين المخلصين المؤمنين: حمزة وأبي طالب..
بالإضافة لأكثر بني هاشم.
ولم تكتف بذلك، بل رحت تطلب من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يعلن دينه، وألا تأخذه في الله لومة لائم.. وقلت له: (أظهر يا
ابن أخي دينك)[2]
وهكذا عندما هاجرت إلى المدينة المنورة كان سيفك من تلك
السيوف التي نصرت الإسلام، وبثت الرعب في قلوب المشركين إلى أن حرضت هند زوج أبي
سفيان، وأم معاوية وحشيا على قتلك.. وقد بلغ بها الحقد إلى أن راحت تلوك كبدك.
فقد روى المؤرخون والمحدثون عن عبيد الله بن عدي بن الخيار
قال: غزونا الشام في زمن عثمان فمررنا بحمص بعد العصر، فقلنا: وحشي! فقالوا: لا
تقدرون عليه، هو الآن
[1]
تاريخ الأمم والملوك ج 2 ص 72 و73 والسيرة النبوية لابن هشام ج 1 ص 312..