نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 68
حدثيني عن ذلك الذي قتلوا بقتله الإسلام، وعطلوا الصلاة والصيام،
ونقضوا السنن والأحكام، وهدموا قواعد الإيمان، وهملجوا في البغي والعدوان.. حتى أصبح
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بقتله موتورا، وعاد كتاب الله مهجورا، وغودر الحق مقهورا.. وظهر
بعده التغيير والتبديل، والإلحاد والتعطيل، والأهواء والأضاليل[1].
حدثيني عن الصبر والثبات حين تجلى في شخصه الكريم، فصار مثاله
الصادق، وأسوته الحسنة.. فكان يردد في يوم عاشوراء بعد أن صبت عليه كل أنواع
المآسي، وكل ألوان البلاء مخاطبا ربه عز وجل، قائلا له: (صبرا على قضائك يا رب، لاإله
سواك، يا غياث المستغيثين، مالي رب سواك ولا معبود غيرك، صبرا على حكمك يا غياث من
لا غياث له، يا دائما لا نفاد له، يا محيى الموتى، يا قائما على كل نفس بما كسبت
احكم بينى وبينهم وأنت خير الحاكمين)[2]
حدثيني عن تلك الليلة التي جمع فيها الإمام الحسين أهله وأصحابه،
فقال لهم: (إني
لا أعلم أصحابا أصح منكم ولا أعدل ولا أفضل أهل بيت، فجزاكم الله عني خيرا، فهذا
الليل قد أقبل فقوموا واتخذوا جملا، وليأخذ كل رجل منكم بيد صاحبه أو رجل من إخوتي
وتفرقوا في سواد هذا الليل وذروني وهؤلاء القوم، فإنهم لا يطلبون غيري، ولو أصابوني
وقدروا على قتلي لما طلبوكم)[3]
حينها
قام أخوه العباس وغيره من أقاربه ليعبروا عن ذلك الصدق والثبات الذي نتج عن ولائهم
لأهل بيت النبوة، فقالوا: (لم نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك