نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87
بالشكل الذي نراه من الاختلاف والصراع،
وقد كان في إمكانهم أن يجلسوا جميعا بين يديه، ومعهم الدفاتر، ويسجلوا كل كلمة
يقولها.. وتصبح حينها جميع أحاديثه متواترة، ولن يحتاج الناس بعدها إلى كتب
الرجال، ولا الجرح والتعديل.. وحينها تصبح الأمة جميعا حفاظا.. ولن يحتاج الناس
إلى أي حافظ أو محدث.. بل حتى كتب الفقه لن تكون بذلك الطول والعرض، لأنها ستحوي
الحق المجرد الذي جاء من معدن الرسالة، ومهبط الوحي.. لكنهم لم يفعلوا.
ولو أنهم تأملوا قوله a : (أنا مدينة العلم، وعلى بابها، فمن أراد العلم فليأت
الباب)[1] ،
لتركوا كل الأبواب، وراحوا يطرقون باب الإمام علي.. فهو باب الهداية التي لم تدنس،
والحقيقة التي لم تختلط .. لكنهم لم يفعلوا.
ولو أنهم راجعوا تفسير قوله تعالى:﴿لِنَجْعَلَهَا
لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَة﴾ [الحاقة:12]، لعرفوا أن
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال لك عند نزولها: (سألت الله
أن يجعلها أُذنك يا عليّ)[2]، وعلموا أيضا أن الله استجاب دعاء نبيه a، فقد
كان الإمام علي يردد: ( فما نسيت شيئاً بعد ذلك وما كان لي أن أنسى) .. لكنهم مع
روايتهم للحديث لم يفعلوا.. لأنهم لم ينظروا إلى الأمر باعتباره دينا، وإنما نظروا
إليه باعتباره دنيا.. ولم يريدوا أن يسلموا الدين والدنيا لبني هاشم.
وهكذا كان في إمكانهم أن يراجعوا ما
حصل عندما نزلت الآيات العشر من سورة براءة على النبى a ، حينها دعا النبى a أبا بكر
فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، لكن الوحي الإلهي أمره أن يبعث بها مع الإمام
علي.. ولذلك دعاه a، وقال له: (أدرك أبا بكر
[1]
الترمذى (5/637، رقم 3723)، والحاكم (3/138، رقم 4639)، وغيرهما.
[2]
انظر: تفاسير: الطبري، والسيوطي، والرازي، وابن كثير، والقرطبي، والشوكاني، وغيرهم
عند تفسيرهم للآية.
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87