نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 15
وهكذا
نسيت النهدية تلك الجارية اليمنية المستضعفة التي كانت من السابقين إلى الإسلام،
فكانت سيدتها تعذبها، وتقول: والله لا أقلعت عنك[1]..
وهكذا كان حال ابنتها التي عذبت معها، ولا نزال إلى الآن لا نعرف اسمها ولا اسم
ابنتها، ولا أي تفاصيل عنها في نفس الوقت الذي نعرف فيه أنساب الطلقاء، ونعتز بها،
وندخلها في كل دواوين الإسلام.
وهكذا
نسيت زنيرة[2] تلك الجارية المستضعفة التي كانت يتداول المشركون على تعذيبها بكل صنوف العذاب
الحسي والمعنوي، حتى أن أحدهم كان يقول ساخرا منها: ألا تعجبون لهؤلاء واتباعهم
محمدا؟ فلو كان أمر محمد خيراً وحقاً ما سبقونا إليه؟ أفسبقتنا زنيرة إلى رشد، وهي
من ترون؟.. تلك التي عذبت إلى أن عميت، فقال لها أبو جهل: إن اللات والعزى فعلتا
بك ما ترين، فقالت، وهي لا تبصره: وما تدري اللات والعزى، من يعبدهما ممن لا
يعبدهما؟ ولكن هذا أمر من السماء، وربي قادر على أن يرد بصري، فأصبحت من تلك
الليلة وقد رد الله عليها بصرها، فقالت قريش: هذا من سحر محمد.
وهكذا
نُسي كل أولئك السابقين الصادقين، واستبدلوا بالطلقاء والمتخلفين.. وراح سدنة
الملك العضوض، ومروجي دين الفئة الباغية يكذبون على الناس حين يوهمونهم بصدق
إيمانهم بعد أن رأوا جيوش المسلمين قادمة لفتح مكة، في نفس الوقت الذي لم يؤمنوا
فيه، وهم يرون القمر ينشق في السماء، ويسمعون تلك الآيات العجيبة