نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157
كنت
تصنع به؟ قال: لو كان فيهم أحد منهم لأخذت برأسه، ثم قرأت عليه آية كذا وكذا: ﴿وَقَضَيْنَا
إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ
وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 4]) [1]
ولم
تكن تكتفي بحوارك مع التحريفات الدينية، بل كنت تضم إليها ردودك على تلك التحريفات
التي قام بها الانتهازيون في سبيل تحقيق مآربهم السلطوية، والتي حرفوا بسببها كل
قيم العدالة التي جاء بها الإسلام.
ومن
الأمثلة على ذلك حوارك مع عمرو بن العاص بعد أن سمعته يثني على معاوية وبني أمية،
ويتناول بني هاشم، ويذكر مشاهده بصفين ويوم التحكيم، حينها قمت بكل جرأة، وقلت: (يا
عمرو إنّك بعتَ دينك من معاوية فأعطيته ما في يدك، ومنّاك ما في يد غيره، فكان
الذي أخذهُ منك فوق الذي أعطاك، وكان الذي أخذتَ منه دون ما أعطيته، وكلٌ راضٍ بما
أخذ وأعطى، فلمّا صارت مصر في يدك تتّبعك بالنقص عليك والتعقّب لأمرك، ثم بالعزل
لك، حتى لو أنّ نفسك في يدك لأرسلتها، وذكرتَ يومك مع أبي موسى، فلا أراك فخرتَ
إلا بالغدر، ولا منّيت إلاّ بالفجور والغش، وذكرت مشاهدك بصفين، فو الله ما ثقلتَ
علينا يومئذ وطأتك، ولا نكأت فينا جرأتك، وإن كنت فيها لطويل اللسان وقصير السنان،
آخر الحرب إذا أقبلت، وأوّلها إذا أدبرت، لك يدان، يد لا تقبضها عن شرّ، ويد لا
تبسطها إلى خير، ووجهان، وجه مؤنس، ووجه موحش، ولعمري إنّ من باع دينه بدنيا غيره
لحريً أن يطول حزنه على ما باع وأشترى. أما إنّ لك بياناً ولكن فيك خَطل، وإنّ لك
رأياً ولكن فيك فشل، ولك قدر وفيك حسد.. وإنّ أصغر