نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 193
وكنت
تقول: (هل ترى الناس ما أكثرهم، ما فيهم خير إلا تقي أو تائب) [1]
وروى
بعضهم أنك وقفت عند الكعبة، ورحت تقول: (يا أيها الناس أنا جندب الغفاري، هلموا
إلى الأخ الناصح الشفيق)، وحين اجتمع الناس إليك قلت لهم: أرأيتم لو أن أحدكم أراد
سفرا، أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ويبلغه؟.. قالوا: بلى، فقلت: فسفر طريق القيامة
أبعد ما تريدون، فخذوا منه ما يصلحكم، قالوا: وما يصلحنا؟ فقلت: (حجوا حجة لعظام
الأمور، صوموا يوما شديدا حره لطول النشور، صلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة
القبور، كلمة خير تقولها أو كلمة سوء تسكت عنها لوقوف يوم عظيم، تصدق بمالك لعلك
تنجو من عسيرها، اجعل الدنيا مجلسين: مجلسا في طلب الآخرة، ومجلسا في طلب الحلال،
والثالث يضرك ولا ينفعك، لا تريده. اجعل المال درهمين: درهما تنفقه على عيالك من
حله، ودرهما تقدمه لآخرتك، والثالث يضرك ولا ينفعك، لا تريده)، ثم رحت تنادي بأعلى صوتك: (يا أيها الناس قد
قتلكم حرص لا تدركونه أبدا) [2]
وكنت
تحض كل حين أولئك الذين أغرقتهم الدنيا في مستنقعاتها قائلا: (يولدون للموت،
ويعمرون للخراب، ويحرصون على ما يفنى، ويتركون ما يبقى، ألا حبذا المكروهان: الموت
والفقر) [3]
وكنت
تحذرهم من كنز الأموال، وتقول لهم: (في المال ثلاثة شركاء: القدر لا