نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 225
الأمويون
وغيرهم من الانتهازيين الذين انتفعوا بالوضع السابق، يقومون بالثورة المسلحة،
وحينها بدأت الفتنة بظهور الفئة الباغية، والتي كانت تنتظرك لتميزها عن الفئة
المحقة.
لقد
اختلف الناس حينها ثلاث فرق.. فرقة انغمست في أهواء الدنيا التي وفرها طغاة بني
أمية.. وفرقة جعلها الورع البارد تقعد عن أداء واجبها في نصرة الحق بحجة العزلة
والحياد.. وفرقة تذكرت كل وصايا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ودعوته للوقوف مع الحق،
فلذلك راحت تنصره بكل قوة.. وكنت أنت على رأس تلك الفرقة.
لقد
ذكر المحدثون والمؤرخون أدوارك الكبيرة في التحذير من أئمة الفئة الباغية، فقد كنت
تقول مخاطبا الجماهير ممن عاش في زمانك، أو جاء بعدك، حتى لا يستسلموا لتلك
التحريفات التي حرفوا بها الدين: (يا أهل الإسلام أتريدون أن تنظروا إلى من عادى
الله ورسوله وجاهدهما، فلما أراد الله أن ينصر دينه وينصر رسوله أتى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فأسلم، وهو والله فيما يُرى راهب غير راغب، وقبض رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
وإنا والله لنعرفه بعداوة المسلم ومودة المجرم! ألا وإنه
معاوية فالعنوه لعنه الله، وقاتلوه فإنه ممن يطفئ نور الله ويظاهر أعداء الله)[1]
وكنت
تقول لهم: (اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر
لفعلته، اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في صدري ثم أنحني
عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت، وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء
الفاسقين، ولو أعلم أن عملاً من الأعمال هو أرض لك منه