نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
لقاك بعدي من لا تستطيع أن تقول بالحق معهم)، قال
قيس: والله لا أبايعك على شيء إلا وفيت لك به، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(إذا لا يضرك بشر)، وكان قيس يعيب زياد بن أبي سفيان، وابنه
عبيد الله، فبلغ ذلك عبيد الله، فأرسل إليه فقال: أنت الذي تفتري على الله تعالى
وعلى رسوله؟ قال: لا، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفتري على الله وعلى رسوله؟ قال: من
ذاك؟ قال: أنت وأبوك الذي أمركما، قال قيس: وما الذي افتريت على الله ورسوله؟
فقال: (تزعم انه لا يضرك بشر!) قال: نعم، قال: (لتعلمن اليوم أنك قد كذبت، ائتوني
بصاحب العذاب وبالعذاب)، قال: فمال قيس عند ذلك، فمات[1].
ومنهم أهل
الحرة، وفيهم صحابة أجلاء، فهم يزعمون كذبا أنهم موالون لهم، مع أنهم يقفون مع
الذين استحلوا دماءهم، فعن أيوب بن بشير المعاوي أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم خرج في سفر، فلما مر
بحرة زهرة وقف، فاسترجع، فسألوه فقال: (يقتل بهذه الحرة خيار أمتي بعد أصحابي)[2]
وعن ابن عباس قال: جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين
سنة:﴿ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا
الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً﴾ (الأحزاب:14) قال: لأعطوها،
يعني إدخال بني حارثة أهل الشام على المدينة[3].
وعن الحسن
قال: لما كان يوم الحرة قتل أهل المدينة حتى كاد لا ينفلت منهم أحد[4].