وهكذا
كنتم تعلمون أن سنة الله في الأمم السابقة ستحل بهذه الأمة أيضا، فقد قال a
لكم مخاطبا ومحذرا: (لتتبعنَّ سنن من كان من قبلكم شبر بشبر
وذراع بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم)، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟
قال: (فمن؟)[2]وقد قال حذيفة ـ وهو المهتم بأحاديث الفتن ـ: (لتركبن سنة بني إسرائيل حذو
النعل بالنعل والقذة بالقذة، غير أني لا أدري تعبدون العجل أم لا)
[3] لكنكم سادتي استطعتم أن تنجحوا في الاختبارات، وهذا لا يعني عصمتكم، فأنتم
أنفسكم تقرون بتقصيركم، ولكن فرق كبير بين ذلك الذي يخطئ ويعترف، ثم يعود إلى
السراط المستقيم، وبين ذلك الذي يستمر في غيه وضلاله وتبديله. لن أتحدث عن جميعكم
هنا، فمنكم من لم يسجل التاريخ أسماءهم، ومنكم من لم يحفظ أحاديثه الرواة.. ولذلك
اعذروني في أن أذكر أربعة منكم، كانوا من أحسن نماذج الوفاء للعهود التي عاهدوا
عليها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. حيث حافظوا عليها إلى أن أعادهم الله تعالى لصحبة نبيه a، وهو عنهم راض.
1. المقداد بن
الأسود:
واعذروني
سادتي في أن أبدا بأحدكم، وهو سيد من سادات الوفاء.. شهد لله رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بذلك.. وشهد له التاريخ كله
بذلك.