responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81

ادعاء الإسلام والصحبة ليسا كافيين، وقد قال في ذلك: (العجب من قوم مررت بهم آنفا، يتمنون الفتنة، ويزعمون ليبتلينهم الله فيها بما ابتلى به رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وأصحابه، وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول: (إن السعيد لمن جنب الفتن ـ يرددها ثلاثا ـ وإن ابتلي فصبر)، وأيم الله لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم بما يموت عليه بعد حديث سمعته من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، سمعت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول: (لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا) [1]

ولذلك كان يلوم المتقاعسين والقاعدين في كل الجبهات، حتى في جبهة القتال، وقد روي عن أبي يزيد المكي قال: (كان أبو أيوب والمقداد يقولان: أمرنا أن ننفر على كل حال، ويتأولان هذه الآية: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ﴾ [التوبة: 41])

وقال أبو راشد الحبراني: وافيت المقداد بن الأسود فارس رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم جالسا على تابوت من تابوت الصيارفة بحمص، قد فضل عنها من عظمه، يريد الغزو؛ فقلت له: لقد أعذر إليك. قال: أتت علينا سورة البعوث: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ﴾ [التوبة: 41])

ولهذا كانت كل أمانيه الشهادة في سبيل الله، وقد قال محدثا عن نفسه في غزوة الغابة: (فخرجت وأنا أسأل الله الشهادة حتى أدرك أخريات العدو)، لكن الله تعالى شاء له فيها النصر، وقد مدحه حينها حسان بن ثابت، فقال في تصويره الشاعري لتلك الغزوة[2]:

لولا الّذي لاقت ومسّ نسورها

بجنوب ساية أمس في التّقواد


[1] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 175)

[2] سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (5/ 104)

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست