واختلفوا فيما لو مات زوج الصغيرة عنها بعد ما دخل بها أو طلقها وانقضت
عدتها، هل يجوز لأبيها أن يزوجها أم لا على قولين:
القول الأول: يجوز لأبيها وغيره من الأولياء أن يزوجها قبل البلوغ،
وهو قول الحنفية والمالكية، والحنابلة في وجه، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1.
أن الولي ولى من لا يلي نفسه وماله
فيستبد بالعقد عليها كالبكر.
2.
أن الشرع اعتبارا لصغرها أقام رأي
الولي مقام رأيها كما في حق الغلام، وكما في حق المال، وبالثيوبة لا يزول الصغر.
3.
أن الرأي الذي تتمكن به من الإدلاء
برأيها لا يحصل لها بالثيوبة في حالة الصغر.
4.
أنه ولو ثبت لها رأي فهي عاجزة عن
التصرف بحكم الرأي، فيقام رأي الولي مقام رأيها كما أنها لما كانت عاجزة عن التصرف
في ملكها أقيم تصرف الولي مقام تصرفها.
5.
أن المراد بالحديث البالغة، لأنه علق
به ما لا يتحقق إلا بعد البلوغ، وهو المشاورة وكونها أحق بنفسها، وذلك إنما يتحقق
في البالغة دون الصغيرة ولئن ثبت أن الصغيرة مراد فالمراد المشورة على سبيل الندب
دون الحتم كما أمر باستئمار أمهات البنات.