نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو الجمع بين القول الأول والقول الثالث، وهو اعتبار الكفاءة شرطا
للزوم لا للصحة،
مع تقييد
ذلك بخصال الكفاءة التي سنذكرها في المبحث الثاني من هذ الفصل.
لأن أصحاب القول الثالث لم يعتبروا الكفاءة بسبب حصرها في عرف كثير من
الفقهاء في الكفاءة النسبية أو كفاءة الحسب والجاه، وهي تتناقض مع ما جاء به
الإسلام من مبادئ في هذه النواحي.
أما أصحاب القول الثاني فإن معظم ما استدلوا به لا يفسد العقد الذي صححته
الأدلة القطعية،
وقد قال
البيهقي عن الأحاديث التي أوردوها: أمثل ما ورد في اعتبار الكفاءة حديث
على هذا[1]، وقد رأينا ضعفه وعدم صحة
الاحتجاج به.
أما ما ذكره الشافعية من عدم الصحة بسبب تخلف الكفاءة في حال الإجبار، فهو صحيح، ولكن لا لتخلف الكفاءة، وإنما لفقدان شرط الرضى، وهو من الشروط المنصوص
عليها كما سنرى ذلك في فصل الولاية.
ومن أحسن الأقوال في هذا ما نص عليه الإمامية من التفريق بين الكفاءة
الشرعية والكفاءة العرفية، قال بعض علمائهم معبرا عن ذلك: (والظاهر من مجموع الأدلة
أن الكفاءة العرفية لا اعتبار لها في التمييز شرعاً، ولا توجب كرامة شرعية تميز الزوج
عن الزوجة أو تميز الزوجة عن الزوج، فإذا كان الزوج غنياً أو كان ذا مركز اجتماعي عال
أو