أما المرأة فقد اتفق الفقهاء عل أنها تعزر إن كان ذلك برضاها وموافقتها.
ويعاقب كذلك الذي سعى فيما بينهما، لأنه أعان على ما لا يحل، قياسا على قوله a: (لعن الله الراشي
والمرتشي والرائش) [2]، وهو الذي يسعى بينهما.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في ذلك هو أن تقدير العقوبات التي لم يحددها الشرع موكول
إلى ولي الأمر بالغا ذلك ما بلغ.
قال ابن تيمية مبينا الطرق التي يمكن للإمام أن ينتهجها للتعزير: (وليس لأقل التعزير حد، بل هو بكل ما فيه إيلام
الانسان من قول وفعل وترك قول وترك فعل، فقد يعزر الرجل بوعظه وتوبيخه
والاغلاظ له،
وقد يعزر
بهجره وترك السلام عليه حتى يتوب إذا كان ذلك هو المصلحة كما هجره النبى a وأصحابه الثلاثة الذين
خلفوا،
وقد يعزر
بعزله عن ولايته كما كان النبى a وأصحابه يعزرون بذلك، وقد يعزر بترك استخدامه
في جند المسلمين كالجندى المقاتل إذا فر من الزحف، فإن الفرار من الزحف من
الكبائر وقطع أجره نوع تعزير له،
[2] قال المنذري: رواه أبو
داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح، وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم: وقال
صحيح الإسناد، انظر: الترغيب والترهيب: 3/25،المستدرك: 4/115، صحيح ابن حبان:
11/467، الترمذي: 3/622، ابو داود: 3/300، أحمد: 2/164.
نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 259