نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
من الواحد، ويحتمل أنه a جمع بين اللفظين، ومما
احتج به على اختصاصه a
بذلك قوله تعالى ﴿ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا
لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ
دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (الأحزاب:50) حيث جعل النكاح بلفظ الهبة من خصائصه a [1].
القول الثاني: صحة استعمال هذه الألفاظ مع القرينة الدالة على أن المتكلم
أراد بها الزواج، كذكر المهر معها وإحضار الشهود وما شابه ذلك، وهو قول الحنفية[2]، والضابط عندهم في ذلك
هو أن كل لفظ وضع لتمليك العين في الحال يجوز العقد به، واحترز بالحال عن الوصية،
لأنها لتمليك العين بعد الموت،بل روي عن الطحاوي من الحنفية أنه ينعقد مطلقا، وعن
الكرخي أنه ينعقد به إن قيدت بالحال ـ كما مر بيان ذلك سابقا ـ ومن أدلتهم على
ذلك:
1.
أن ورود القرآن بهذين اللفظين لا يعني قصر إقامة العقد عليهما،فيكون
ما يفيد معناهما مثلهما فلا وجه لمنع الزواج بهذه الألفاظ.
2.
دعوى أن النصوص الشرعية لم تذكر في معرض تشريعة إلا لفظي
النكاح والزواج فغير مسلمة، لأن القرآن الكريم ذكر لفظ الهبة أيضاً في مقام تشريعه
في قوله تعالى ﴿ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا
لِلنَّبِيِّ﴾ (الأحزاب:50)ودعوى الخصوصية بالنبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم غير مسلمة، لأن الخصوصية الثابتة
له في هذا هي الزواج بدون مهر لا في خصوص لفظ الهبة، لأن الله تعالى قال بعد ذلك:
﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا
مَلَكَتْ
[1] النووي على مسلم:9/214،
شرح الزرقاني:3/168، مغني المحتاج:4/228.