نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 122
إسرائيل،
وإنما حمله على ذلك الغضب فعذره الله تعالى به، ولم يعتب عليه بما فعل،لأن مصدره
الغضب الخارج عن قدرة العبد واختياره فالمتولد عنه غير منسوب إلى اختياره ورضاه
به.
وقد ذكر ابن
القيم إشارة في قوله تعالى:﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ
﴾ (الأعراف:154)، وهي أن الله تعالى عدل عن قوله سكن إلى قوله (سكت) تنزيلا
للغضب منزلة السلطان الآمر الناهي الذي يقول لصاحبه: افعل لا تفعل فهو مستجيب
لداعي الغضب الناطق فيه المتكلم على لسانه فهو أولى بان يعذر من المكره الذي لم
يتسلط عليه غضب يأمره وينهاه، ولهذا يقاس الغضبان على المكره[1].
5 ـ النصوص
الدالة على أن الغضب من الشيطان كقوله تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ
الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ﴾(الأعراف:200) لأن ما يتكلم به الغضبان في حال شدة غضبه من طلاق
وأو شتم ونحوه هو من نزغات الشيطان فإنه يلجئه إلى أن يقول ما لم يكن مختارا،
والدليل على ذلك ما ورد في الحديث أن رجلين استبا عند النبي a حتى احمر وجه أحدهما وانتفخت أوداجه، فقال a:(إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم) [2]، وقال a: (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان من
النار، وانما تطفأ النار بالماء،فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) [3]، وإذا كان هذا السبب وأثره من إلجاء
الشيطان لم يكن من اختيار العبد فلا يترتب عليه حكمه.