وبعد أن
وصفها بما شاء أن يصفها به من حسن وجمال ذكر تغير حالها فجأة، فقال:
ولكن الشوائب أدركته
|
|
فعاد وصفوه كدر مشوب
|
ذوي منها الجمال الغض وجدا
|
|
وكاد يجف ناعمه الرطيب
|
أصابت من شيبتها الليالي
|
|
ولم يدرك ذؤابتها المشيب
|
ثم يذكر
سبب هذا التغير المفاجئ الذي حصل لها، وهو تطليق زوجها لها في حالة غضب ليس معها،
فقد كان حبل المودة بينهما متصلا، وإنما مع رفقائه وخلطائه:
رعى ورعت فلم تر قط منه
|
|
ولم ير قط منها ما يريب
|
توثق حبل ودهما حضورا
|
|
ولم ينكث توثقه المغيب
|
فغاضب زوجها الخلطاء يوما
|
|
بامر للخلاف به نشوب
|
فاقسم بالطلاق لهم يمينا
|
|
وتلك النية خطا وحوب
|
وطلقها على جهل ثلاثا
|
|
كذلك يجهل الرجل الغضوب
|
وبعدما
حصل هذا الطلاق الثلاث في تلك الحالة ذهب لأصحاب الفتوى الذين سارعوا للتفريق بينه
وبين زوجته:
وأفتى بالطلاق طلاق بت
|
|
ذوو فتيا تعصبهم عصيب
|
فبانت عنه لم تأت الدنايا
|
|
ولم يعلق بها الذام المعيب
|
ثم يصور
تصويرا جميلا ما حصل لهما بعد الطلاق من حزن وأسف تجعل المفتي الذي يتصور هذه
الحالة يتوقف دهرا قبل أن ينبس بكلمة:
فظلت وهي باكية تنادي
|
|
بصوت منه ترتجف القلوب
|
|
نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين
جلد : 1
صفحه : 130
|
|
|